دخل الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، محمد أوزين، على خط “جدل العلمانية” في المغرب، موردا أن “استعمال الدين في السياسة لا معنى له، وأن تمغربيت لها أصولها الدينية والتاريخية التي لا يمكن إخفاؤها”، رافضا “نتائج الإحصاء التي أظهرت أن ربع المغاربة فقط يتحدثون الأمازيغية”.
وقال أوزين في تقديمه للتقرير السياسي لحزب “السنبلة” خلال الدورة الرابعة لمجلسه الوطني، اليوم السبت بمدينة إفران، إن “علمانيتنا متفردة بتفرد ثوابتنا، ولا يمكن أن نخضعها لسياق أوروبي كانت الكنيسة فيه سلطوية باسم الدين”.
وانتقد الأمين العام لحزب الحركة الشعبية جهات نعتت الحركيين بـ”العياشة”، معتبرا أن “تعياشيت بدأت منذ القرن الحادي عشر، وهي دين وفقه وعلم، ونفتخر بأننا عياشة”، مشددا على أن “من لا يعتبر نفسه عياشا نعده خائنا”.
في ظل غياب رئيس الحزب محند العنصر، الذي كان من المفترض أن يلقي كلمة توجيهية، وجّه أوزين انتقادات لاذعة إلى الحكومة الحالية، قائلا: “الحكومة تعمل في ظل اقتصاد هش وتضع توقعات غير منطقية، مع هدر المال العام دون أي أثر ملموس على المواطن”.
كما هاجم سياسة استيراد المواشي والأبقار التي تبنتها حكومة أخنوش، مشيرا إلى أن “هذه الخطوة لم تؤدِّ إلى انخفاض أسعار اللحوم الحمراء في الأسواق الوطنية”، مضيفا بلهجة ساخرة: “لم يبق لهذه الحكومة سوى استيراد (المصران والدوارة)”.
ودعا أوزين الحكومة إلى مراجعة سياساتها في ضوء نتائج إحصاء السكان والسكنى، الذي أظهر “استمرار البطالة في مستويات مرتفعة، وانخفاض معدلات الخصوبة، وارتفاع نسبة الشيخوخة، مما يهدد مستقبل البلاد”.
وأضاف: “الإحصاء كشف أن برامج الحكومة فارغة ولا تأثير لها”، متسائلا: “هل ستلتقط الحكومة الرسالة التي قدمها شكيب بنموسى؟”، معتبرا أن “بنموسى لم ينجح إلا في كشف عيوب واقع التعليم، والآن تأتي الإحصاءات لتعرية أداء الحكومة”.
ورفض أوزين نتائج الإحصاء التي تشير إلى أن ربع المغاربة فقط يتحدثون الأمازيغية، موضحا أن “طريقة الاستمارة كانت غير دقيقة ولم تطرح أسئلة شاملة على مختلف الفئات”، مؤكدا أن “الناطقين بالأمازيغية يمثلون أكثر من 70% من السكان، وعلى بنموسى مراجعة نتائجه”.
وفي سياق آخر، دعا أوزين المغاربة إلى “الاصطفاف ضد أي فئات تخرج عن الإجماع الوطني”، مؤكدا أن “تقرير المصير بائد ومتجاوز ويجب أن يوجه لساكنة تندوف المحتجزة”، مشيدا بسياسة الملك في ملف الصحراء.
واختتم أوزين حديثه أمام منخرطي الحزب بالتأكيد على أن “طموح حزب السنبلة يجب أن يكون كبيرا للغاية، لأنه حزب عريق”، داعيا إلى “تجاوز الخلافات الداخلية، وعدم الانصياع للشائعات المغرضة”.
من جانبه، هاجم إدريس السنتيسي، رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب، جهات وصفها بـ”المشوشة” على انعقاد المجلس الوطني، “سعت جاهدة للنيل من شخص الأمين العام أوزين”.
وقال السنتيسي: “من كتب كلاما مسيئا عن أوزين لا ينتمي إلى الحركة الشعبية”.
ويستعد الحزب، ضمن أشغال مجلسه الوطني، للمصادقة على القانون الداخلي، وانتخاب أعضاء اللجان الدائمة، بالإضافة إلى دراسة والمصادقة على انضمام أعضاء من التكتل الديمقراطي المغربي لحزب “السنبلة”.
تعليقات
0