ناقش متدخلون في ندوة فكرية نظمها فرع أزغنغان للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، مساء أمس الأحد، بقاعة الندوات التابعة لدار الشباب بالمدينة الكائنة في إقليم الناظور، موضوع “النخبة المحلية ورهان التنمية بإقليم الناظور”.
وضمن أشغال الندوة التي قامت بتسييرها غزلان الزرهوني، تطرق المصطفى قريشي، أستاذ القانون بالكلية متعددة التخصصات بالناظور، في مداخلته إلى تعريف مفهومي النخبة والتنمية استنادا إلى مجموعة من النظريات المؤطرة للمفهومين، مبرزا أن التنمية شاملة لمجالات متعددة، وأن فئات النخبة تلعب دورا محوريا في تحقيقها.
وانتقل قريشي بعد ذلك إلى الحديث عن التنمية على مستوى إقليم الناظور، مشيرا إلى أن هذه القضية شكلت موضوع نقاش طويل بين مختلف الفئات، خاصة فيما يتعلق بالتهميش الذي عانى منه الإقليم مدة طويلة، والإشكالات الكبرى التي جعلت مجموعة من المشاريع تتعثر.
كما تطرق إلى دور النخبة في الترافع عن مصالح الإقليم، مؤكدا أن الناظور ما زال لا يمتلك نخبة قوية تدافع عنه. ولفت في الختام إلى ضرورة إيجاد حلول ناجعة لوضع قطار التنمية بالإقليم في سكته الصحيحة.
من جهته، قال محمادي توحتوح، النائب البرلماني عن إقليم الناظور، إن التنمية لا يمكن أن تتحقق بدون نخبة قوية وقادرة على مسايرة الأوراش والمشاريع الكبرى التي عرفتها بلادنا.
وأضاف أن “عددا من القوانين المؤطرة للجماعات الترابية منحتها مجموعة من الصلاحيات، حيث أصبح المسؤول يضطلع بأدوار ومسؤوليات مهمة وكبيرة، ومن هنا يتجلى دور الفاعل السياسي في تحقيق التنمية، لكن مهما بلغت صلاحيات السياسيين والمؤسسات المنتخبة، فإن أدوارهم ستكون بدون جدوى في غياب النخبة”.
وأوضح أن توفر النخبة يحتاج إلى الكثير من العمل، خاصة من قبل الأحزاب التي تحتاج إلى تكوين وتأطير مناضليها قبل خوض غمار الانتخابات من أجل تشكيل منتخبين سياسيين قادرين على تسيير المؤسسات.
وأكد المتحدث أن كافة الجماعات تعاني من مشاكل، على رأسها قلة الموارد المالية، مشيرا إلى أن النخبة وحدها تستطيع اعتماد التدبير الجيد وتجاوز المشاكل. وأبرز أن “الناظور عرف مجموعة من الأوراش والمشاريع الكبرى، ولا بد من الاعتراف بأدوار الفاعلين السياسيين الناجحين، وتشجيعهم على الاستمرار في العمل بدل جلد الذات وتبخيس الجهود، الذي يثير نوعا من الإحباط في النفوس، وتكون انعكاساته وخيمة على مستوى تنمية المنطقة”.
وفي مداخلته، قال سليمان أزواغ، رئيس جماعة الناظور، إن المواطنين دائما ما ينظرون إلى الجماعات الترابية على أنها هي التي تحقق جميع المطالب وتستجيب لكافة الانتظارات وتقوم بكل شيء يهم الساكنة، مما يجعلها دائما في قلب الانتقادات، مبرزا أن المسؤولية ملقاة على الجميع، وأن الجماعة تشتغل في حدود إمكانياتها المتوفرة.
وتحدث أزواغ عن تجربته كرئيس لجماعة الناظور متسائلا “هل استطاعت جماعة الناظور تحقيق شيء من انتظارات الساكنة؟” قبل أن يجيب “سيلمس المواطن الكثير من التغيرات التي عرفتها مدينة الناظور، وطبعا فالجماعة تشتغل حسب الإمكانيات التي تتوفر عليها، وقد استطاعت أن تحقق أشياء كثيرة”، مشيرا إلى أن ما تحققه الجماعة يعتبر إنجازا كبيرا لأنها الطرف الذي تحمل مشقة القيام بذلك، فيما يرى الآخرون ذلك شيئا عاديا.
وأضاف أن الشيء الذي يفتقده إقليم الناظور، مقارنة بباقي الأقاليم الأخرى، هو غياب لوبي قوي يستطيع أن يترافع عن مصالح الإقليم، إضافة إلى غياب التنسيق بين جماعات الإقليم باعتبار أن كل جماعة تدافع عن مصالحها وتطالب بمشاريع انفرادية، مؤكدا في الختام أن الأحزاب السياسية بدورها تتحمل جانبا كبيرا من المسؤولية في اختيار من يمثلها في المحطات الانتخابية. وأضاف أنه في مثل هذه اللحظات الحاسمة من الأجدى اختيار نخبة قوية قادرة على تحمل مسؤولية التسيير والتدبير لخوض غمار الانتخابات.
من جهته قال رمسيس بولعيون، إعلامي وناشط مدني، إن الإعلام يلعب دورا جوهريا في تحقيق التنمية في كافة المجالات، ولم يعد دوره اليوم منحصرا في الجرائد والمواقع الإلكترونية وغيرها من المنابر، بل أصبحت وسائل الإعلام البديلة، مثل مواقع التواصل الاجتماعي، تقوم بالدور نفسه.
وسجل المتحدث أن الناظور تميز دائما بوجود الإعلام، سواء الورقي مثل الجرائد المحلية، التي كانت منتشرة بكثرة في الناظور سابقا، أو الإلكتروني، الذي أحدث ثورة في الإقليم مع بداية الألفية الثالثة. وهذا الإعلام، يتابع بولعيون، لعب دورا كبيرا في تحقيق التنمية بالإقليم على مستوى الدفاع عن إنجاز مجموعة من المشاريع، التي تستقيد منها ساكنة الناظور اليوم، وكذلك باقي المصالح الأخرى.
وأبرز أن دور الإعلام في تحقيق التنمية يتجلى في دفاعه عن مشاكل المواطنين وقضاياهم الاجتماعية، وكذلك إيصال أصواتهم إلى الجهات المسؤولة، ورصد مواطن الخلل في التدبير والتسيير، وتقييم الأشغال وتتبع قضايا المواطنين وغير ذلك، مشيرا إلى أن “الإعلام بالناظور استطاع القيام بكل هذه الأدوار على مر عقود من الزمن، على الرغم من أننا، إلى حد الآن، لم نصل إلى تشكيل نخبة إعلامية قوية، وهذا ما يحفزنا على بذل المزيد من الجهود لتحقيق هذا الرهان”.
تعليقات
0