في خطوة مؤثرة، أحيت الممثلة المغربية سعاد النجار الذكرى العاشرة لرحيل زوجها الممثل القدير محمد البسطاوي، أحد أبرز نجوم السينما والتلفزيون والمسرح في المغرب، الذي وافته المنية سنة 2014 بعد صراع مع المرض، وشكل خبر وفاته صدمة وحزنا عميقا في صفوف المغاربة.
وقالت سعاد النجار إنها تحمل في قلبها مشاعر الحزن لفراق فنان وإنسان لا يُعوض، ومشاعر الفخر بما قدمه محمد البسطاوي من إسهامات جليلة للفن المغربي، وتراثه الذي مازال حاضرًا رغم مرور عشر سنوات على رحيله، مضيفة أنه لم يكن فقط فنانًا مبدعًا أو ممثلاً بارعًا، بل كان إنسانًا نبيلاً، يحمل في قلبه الحب والاحترام لكل من حوله، سواء كانوا زملاءً أو جمهورًا أو أفرادًا من أسرته؛ علم الجميع معاني الالتزام والصدق في العمل، وقيمة الفن كرسالة هادفة تحمل في طياتها رسائل أخلاقية وإنسانية عميقة.
وأبرزت زوجة الراحل، في بلاغ توصلت الألباب 360 بنسخة منه، أنه خلال مسيرته الفنية الطويلة لم يكن يسعى وراء الشهرة أو الأضواء، بل كان يؤمن بأن الفنان الحقيقي هو من يعبر عن قضايا مجتمعه، وينقل نبض الشارع وهموم الناس، ليكون صلة وصل بين الثقافة الشعبية وبين الأعمال الفنية، وهو الأمر الذي جعل الناس يحبونه، لكونه كان واحدًا منهم، يعبر عنهم ويشعر بهم، فلم يكن يختار أدواره بناءً على الشهرة أو الربح المادي، بل كان يختار الشخصيات التي تعكس صدقه وتواضعه.
كما سلطت النجار في حدثيها الضوء على مؤسسة محمد البسطاوي للفنون الدرامية، مؤكدة أنها تعمل بكل جد على تحقيق ما كان يحلم به الراحل الذي كان دائمًا يتحدث عن ضرورة دعم الشباب، وتقديم الفرص لهم لتطوير مواهبهم؛ إذ كان يؤمن بأن الفن هو وسيلة لتغيير المجتمعات نحو الأفضل، وأنه يجب عليهم كفنانين أن يتحملوا هذه المسؤولية.
وتابعت الفنانة ذاتها: “من خلال هذه المؤسسة نحاول أن نواصل مسيرة محمد، وأن نحقق جزءًا من حلمه، عبر تنظيم الورشات الفنية، ودعم المشاريع المسرحية والسينمائية التي تحمل قيمًا نبيلة وتساهم في تطوير الفن المغربي، فمحمد البسطاوي عاش حياته ملتزمًا بقضايا الإنسان المغربي، وسنستمر نحن في حمل هذا الالتزام”.
وشددت أرملة البسطاوي على أن رحيله كان خسارة كبيرة للجميع، رغم أنه ترك إرثًا فنيًا وإنسانيًا سيبقى خالدًا في ذاكرة كل مغربي، وهو ما يجعلها لا تستذكره كفنان فقط، بل تحتفي بالإنسان الذي كان يؤمن بالحب والاحترام والتسامح.
وأردفت المتحدثة ذاتها: “أقول لمحمد رغم أنك رحلت عن عالمنا بجسدك إلا أنك حاضر بيننا بفنك، بقيمك، وبكل ما زرعته فينا من حب للفن والحياة؛ سنظل نعمل على تحقيق أحلامك، وسنبقى أوفياء لرؤيتك في أن يكون الفن وسيلة لبناء الإنسان والمجتمع.. ستظل دائمًا في قلوبنا، حاضرًا في كل لحظة نعيشها، وفي كل خطوة نخطوها”.
تعليقات
0