بعدما أنفقت شركتا “كوكاكولا” و”بيبسي” مئات الملايين من الدولارات لتعزيز الطلب على مشروباتهما الغازية في الدول ذات الأغلبية المسلمة، تسببت مقاطعة المستهلكين لعلامات تجارية عالمية تعتبرها رمزا للولايات المتحدة وإسرائيل، تضامنا مع الفلسطينيين في قطاع غزة، (تسببت) في تراجع مبيعات الشركتين.
وأفادت وكالة “رويترز” بأن الشركتين تواجهان حاليا منافسة من مشروبات غازية محلية، إذ انخفضت مبيعات “كوكاكولا” في مصر؛ بينما زادت صادرات العلامة التجارية المحلية (في7) لمنطقة الشرق الأوسط خلال العام الجاري، بما يعادل ثلاثة أمثال الكمية المسجلة خلال العام الماضي.
وفي بنغلاديش، أتت حملة “كوكاكولا” الإعلانية في وجه المقاطعة بنتائج عكسية؛ فيما تبخر النمو السريع لشركة “بيبسي” في شتى أنحاء الشرق الأوسط، بعد اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر الماضي.
وأشار بعض المستهلكين الذين يقاطعون منتجات “كوكاكولا” و”بيبسي” إلى دعم الولايات المتحدة لإسرائيل على مدى عقود؛ بما في ذلك خلال الصراع الأخير مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية “حماس”.
وتفاعلا مع المقاطعة، قال رامون لاجوارتا، الرئيس التنفيذي لشركة “بيبسيكو”، إن “بعض المستهلكين يقررون اتخاذ خيارات مختلفة في مشترياتهم بسبب قناعات سياسية”، مضيفا أن “المقاطعة تؤثر على مناطق جغرافية معينة؛ مثل لبنان وباكستان ومصر”.
وأظهرت بيانات الأرباح أن “إجمالي إيرادات “بيبسيكو” من وحدة إفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا بلغ ستة مليارات دولار في عام 202. وفي العام نفسه، بلغت إيرادات “كوكاكولا” من منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا ثمانية مليارات دولار، كما تظهر بيانات الشركة”.
وأفادت الشركة بأن “أحجام مبيعات وحدة إفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا لم تشهد نموا يذكر في الأشهر الستة التي أعقبت الحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، التي جاءت بعد هجمات “حماس” في السابع من أكتوبر؛ وذلك بعد أن سجلت نموا بنسبة ثمانية في المائة، و15 في المائة في الفترة نفسها من 2022-2023″.
ووفقا لبيانات الشركة، عرفت أحجام مبيعات “كوكاكولا” في مصر انخفاضا بنسبة مئوية من رقمين في الأشهر الستة المنتهية في 28 يونيو. وفي الفترة نفسها من العام الماضي، ارتفعت الأحجام بأقل من 10 في المائة؛ فيما أكدت “كوكاكولا” أنها “لا تمول العمليات العسكرية في إسرائيل أو أية دولة أخرى”.
يشار إلى أن رجل الأعمال الفلسطيني الأمريكي زاهي خوري أسس شركة المشروبات الوطنية، ومقرها رام الله، والتي تبيع منتجات كوكاكولا في الضفة الغربية.
وقال زاهي خوري إن “مصنع الشركة، الذي بلغت تكلفته 25 مليون دولار في غزة وافتُتح في 2016، دُمر خلال الحرب، والموظفون لم يصابوا بأذى”، مضيفا أن “المقاطعة مسألة اختيار شخصي؛ لكنها لم تساعد الفلسطينيين حقا”.
وشاركت المطاعم ورابطة المدارس الخاصة في كراتشي وطلاب الجامعات في إجراءات مناهضة لـ”كوكاكولا”؛ مما أدى إلى تراجع الشعبية التي ظلت الشركة تبنيها من خلال رعاية برنامج “كوك ستوديو” الموسيقي الشهير في باكستان.
وفي مصر، قال محمد نور، مؤسس شركة في7، إن “صادرات الشركة قفزت 300 في المائة هذا العام مقارنة بعام 2023″، مضيفا أن “منتجات “في7” تباع الآن في 21 دولة”، لافتا إلى أن “المبيعات في مصر، التي لم يكن المنتج موجودا فيها قبل يوليو تموز 2023، ارتفعت بنسبة 40 في المائة مقارنة بالعام الماضي”.
وإلى جانب تأثير المقاطعة، أدت معدلات التضخم والاضطرابات الاقتصادية في باكستان ومصر وبنغلادش إلى تآكل القدرة الشرائية للمستهلكين حتى قبل الحرب؛ مما جعل العلامات التجارية المحلية الأرخص أكثر جاذبية، حيث ذكرت شركة “غلوبال داتا لأبحاث السوق” أن حصة “كوكاكولا” من السوق الباكستانية تراجعت عام 2023 إلى 5.7 في المائة مقارنة مع 6.3 في المائة عام 2022؛ في حين انخفضت حصة “بيبسي” إلى 10.4 في المائة من 10.8 في المائة.
تعليقات
0