تراهن البرازيل على تخفيف المغرب للرسوم الجمركية التي يفرضها على منتجاتها، خاصة اللحوم، من أجل تعزيز تموقع هذه المنتجات في الأسواق الإفريقية.
وأكدت وزارة الفلاحة والثروة الحيوانية في البرازيل أن الحكومة المغربية وافقت على تخصيص حصة تبلغ 20 ألف طن لاستيراد لحوم البقر والماعز البرازيلية، مع إعفائها بالكامل من الضريبة على القيمة المضافة؛ وذلك في إطار توجه الرباط لتعزيز قطاع اللحوم المحلي وضمان استدامة الإمدادات إلى أسواقها الوطنية.
وأفادت الوزارة البرازيلية، في بيان صادر عنها، بأن إعفاء الحصة البرازيلية من هذه الرسوم جاء نتيجة للمحادثات التي أجراها مسؤولون برازيليون، بقيادة خوليو راموس المسؤول في الوزارة، في أبريل الماضي، مع نظرائهم المغاربة بهدف مراجعة التعريفات الجمركية المغربية المطبقة على الواردات البرازيلية، التي تصل إلى 200% بالنسبة للحوم و100% بالنسبة للدواجن.
وأشار البيان سالف الذكر، الذي اطلعت عليه جريدة الألباب 360 عبر الموقع الإلكتروني الرسمي للحكومة في برازيليا، إلى أن الإجراءات الجديدة قد تسمح للمغرب باستيراد آلاف رؤوس الماشية مع إعفائها هي الأخرى من الضريبة على القيمة المضافة.
وأكد المصدر ذاته أن المملكة المغربية تعد من بين 60 دولة فتحت أسواقها أمام المنتجات البرازيلية خلال الـ22 شهراً الماضية، مشيرا إلى أن الرباط احتلت العام الماضي رابع وجهة للصادرات البرازيلية إلى إفريقيا، بأكثر من 1.23 مليار دولار أمريكي؛ فيما بلغت قيمة التجارة الثنائية بين البلدين أكثر من 2.65 مليار دولار.
واعتبر خوليو راموس، نائب مدير التجارة والعلاقات الدولية بالوزارة البرازيلية، أن “الإجراء المغربي الجديد يعكس سعي البلدين إلى تعزيز علاقاتهما التجارية والدبلوماسية. كما يشكل جزءاً من الجهود الحالية التي تبذلها البرازيل، ممثلة في وزارة الفلاحة والثروة الحيوانية، من أجل توسيع قاعدة أسواق الصادرات الفلاحية وضمان حضورها في الأسواق الاستراتيجية مثل المغرب”.
وحسب آخر الإحصائيات التي كشفت عنها جمعية مصدري لحوم البقر البرازيلية “ABIEC”، واطلعت عليها جريدة الألباب 360 الإلكترونية، فإن المغرب استورد، خلال العام الماضي، أكثر من 2800 طن من اللحوم من البرازيل، مقابل 63 طناً فقط في سنة 2022؛ فيما لم يستورد أي لحوم من هذا البلد اللاتيني خلال عام 2021.
وتظهر بيانات المصدر ذاته أن البرازيل صدرت، خلال العام الجاري وحتى شهر شتنبر، أكثر من 1400 طن من لحوم البقر من أصل أكثر من مليوني طن موجهة إلى العديد من دول العالم خلال الفترة ذاتها. وتتربع كل من الصين والولايات المتحدة الأمريكية على عرشي مستوردي هذه اللحوم على الصعيد العالمي.
يذكر أن المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا) فتح، الأسبوع الماضي، باب استيراد اللحوم الحمراء الطازجة، سواء المجمدة أو المبردة، من مجموعة من الدول في آسيا وأوروبا وأمريكا.
وأوضح “أونسا”، في بيان له، أن “جميع اللحوم المستوردة يجب أن ترافقها شهادة صحية صادرة عن الجهات المختصة في بلد المنشأ، وشهادة (الحلال)، مع ضرورة توفر مخازن للحوم لكل مستورد”، مؤكداً إخضاع عمليات الاستيراد للتفتيش.
تعليقات
0