احتضن المركب الثقافي سعيد حجي بسلا، ندوة وطنية في موضوع “الحق في الذاكرة بين التنظير والتفعيل، أماكن سلا نموذجا”، وذلك بدعوة من جمعية سلا المستقبل، وبدعم من المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وفي إطار تفعيل مكونات برنامج حفظ ذاكرة سلا.
وعرفت الندوة مشاركة مبارك بودرقة، مستشار رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وجامع بيضا، المدير السابق لمؤسسة أرشيف المغرب، ومصطفى المانوزي، رئيس منتدى ضمير الذاكرة، بحضور نخبة من أطر وفعاليات المدينة والمجتمع المدني محليا ووطنيا، وممثلين عن المجلس الوطني لحقوق الإنسان.
وحضر الندوةَ مولاي إسماعيل العلوي، الرئيس المؤسس لجمعية سلا المستقبل، الذي ألقى كلمة عبر من خلالها عن “اعتزازه بإنجازات برنامج حفظ ذاكرة سلا، وبالعمل الجاد والهادف المعمد بتضحيات الحبيب بنمالك، المدير التنفيذي للجمعية”.
وقدّم مبارك بودرقة كلمة باسم رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، التي عبرت عن “دعمها الكامل للشراكة الوثيقة التي تجمع المجلس الوطني لحقوق الإنسان بجمعية سلا المستقبل، ومباركتها الإنجازات المحققة”.
وألقى بودرقة مداخلة حول “الفاعل السياسي والحقوقي ومسؤولية حفظ الذاكرة”، فيما جاءت مداخلة مصطفى المانوزي بعنوان “في الحاجة إلى تنطيق مواقع حفظ الذاكرة”؛ بينما اختار جامع بيضا موضوع “التاريخ والذاكرة والأرشيف”.
وعقب اختتام المداخلات تلا مسير الندوة سعيد الرهوني التوصيات التي تمت الموافقة عليها بالإجماع، وعلى رأسها “التأكيد على أهمية تأسيس مركز الذاكرة السلاوية كرافعة مؤسسية ووظيفية للنهوض بتيمة وقيمة الذاكرة كبؤرة للهوية وللمشترك، وكفضاء مفتوح لتأصيل نقاش تعددي وشفاف بين مختلف فعاليات وحساسيات المدينة، لتعميم الوعي بتيمة وقيمة الحق في الذاكرة”.
ومن بين توصيات الندوة أيضا “مسؤولية وواجب إشراك كل الفاعلين المؤسسيين من سلطات عمومية محلية وإقليمية وجهوية، وضمنها المصالح الخارجية للقطاعات الحكومية المعنية، وإطارات المجتمع المدني الجادة؛ فضلا عن الباحثين والمهتمين المتخصصين، في أوراش إنتاج قراءة مشتركة لذاكرة الماضي، وإبداع لغة مشتركة للتعريف بمكنوناته ونفض الغبار عن مكبوتاته ومهملاته، ومأسسة صيغ وآليات مستدامة وناجعة لحفظ الذاكرة الجماعية والحضارية والثقافية”.
وأوصى المشاركون في الندوة بـ”جعل التعاطي المعرفي المنتج مع موضوع الذاكرة في علاقتها بحقوق الإنسان، ضمن رؤية مركز الذاكرة السلاوية، ينسج هندسة بناء تركيبي نسقي مندمج لفينملوجيا الذاكرة الفردية، وسوسيلوجيا الذاكرة الجماعية، وإبستملوجيا الذاكرة التاريخية، لاحتضان التنوع الثقافي والهوياتي والمجالي، والعبور به من الاعتراف بالتعدد إلى بناء ذاكرة عادلة ومنصفة، متحررة من اليوتوبيا ولاحمة للمشترك”.
تعليقات
0