Advertisement
Advertisement

النظام الجزائري يتمسك باحتجاز جثمان شاب مغربي منذ 9 شهور

رضوان منفلوطي السبت 11 يناير 2025 - 12:16



أثارت مأساة زكرياء رضوان الجدل من جديد حول إعادة جثامين المغاربة التي يُعثر عليها في الجزائر، حيث يصبح المصير الإنساني أداة سياسية بيد النظام الجزائري.

فمنذ أوائل أبريل الماضي، يرقد جثمان زكرياء في إحدى مشارح الجزائر، بينما تتوالى نداءات أسرته دون أي رد من السلطات الجزائرية.

بدأت القصة في 9 مارس 2024، حينما قرر زكرياء رضوان، الشاب المزداد بمدينة المضيق، خوض غمار البحر للوصول إلى سبتة بحثا عن مستقبل أفضل، إلا أن الأقدار شاءت عكس ذلك، وقلبت حياة أسرته رأسا على عقب.

تمكنت جريدة الألباب 360 الإلكترونية من التواصل مع شقيق الفقيد الذي روى تفاصيل المأساة قائلا: “بدل أن يصل إلى السواحل الإسبانية، وجد نفسه في أعماق البحر. وقد عُثر على جثته مرمية على شواطئ الجزائر، تحديدا في عين تيموشنت، يوم 1 أبريل 2024، بعد انتظار دام حوالي عشرين يوما”.

بادرت أسرة زكرياء، وهي تعيش وقع الصدمة، إلى اتخاذ خطوة تبدو بسيطة: استعادة جثمان ابنها. غير أن هذا الإجراء، الذي يُفترض أن يكون عاديا في “بلد عادي”، أصبح إنجازا لوجستيا شاقا يستحق أن يسجل في صفحات الملاحم.

حاولت الأسرة المفجوعة التواصل مع وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي وشؤون المغاربة المقيمين بالخارج مرات عدة، وفي انتظار تحرك المسؤولين، لم يبق للعائلة سوى التضرع إلى الله لتيسير هذا الملف العالق.

في الخامسة والعشرين من عمره، ترك زكرياء الحياة بحثا عن “حلم أوروبي” لم يتحقق، تاركا وراءه أحلاما معلّقة وأسرة غارقة في الحزن.

أما السلطات الجزائرية، فبدت منشغلة بأزماتها الداخلية، متعاملة مع القضية بسرعة “حلزون تحت تأثير مهدئ”.

إذ يبدو أن إعادة جثمان غريق من مياه الجزائر تُعد مهمة أصعب من إطلاق مهمة فضائية، وكل ذلك على حساب أسرة تحترق ألما؛ بين تعقيدات إدارية وبيروقراطية بطيئة تجعل انتظار دفن فقيدها أمرا يبدو بعيد المنال.

لكن المشكلة لا تتوقف عند بطء الإجراءات، ما يثير الغضب حقا هو المنطق الذي يحكم هذه القضية، إعادة جثمان مجرد إجراء شكلي؛ لكن في جزائر تُحول البيروقراطية هذه الخطوة إلى متاهة، ويبدو أن استعادته أصعب من عبور الصحراء مشيا على الأقدام. وبين استكمال الوثائق، وانتظار التصاريح، و”المدة الزمنية اللازمة” لمعالجة الطلب، تجد عائلة زكرياء نفسها عالقة وسط كابوس.

وفي الوقت الذي تتصاعد “همسات” بأن العائلة قد تضطر إلى “الانتظار قليلا”، يتجدد النقاش حول ممارسات الجزائر في تأخير إعادة الجثامين، مستغلة المآسي الإنسانية لإذكاء خطاب عدائي تجاه المغرب.

Advertisement
تابعوا آخر الأخبار من قالب الفابريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من قالب الفابريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من قالب الفابريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

السبت 11 يناير 2025 - 15:10

“غياب البدائل” يجهض الدعوات إلى مقاطعة لحوم الدواجن

السبت 11 يناير 2025 - 14:52

الخارجية تستقبل أسر “طلبة أوكرانيا”

السبت 11 يناير 2025 - 07:23

جمعيات نسائية تنادي بحماية العاملات المغربيات من شبكات الهجرة بإسبانيا

السبت 11 يناير 2025 - 05:21

ائتلاف يجمع غير المالكين للطاكسيات