قرر المدرب البوسني روسمير سفيكو رفع قضية أمام لجنة المنازعات في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ضد نادي الرجاء البيضاوي، بعدما انتظر عدة أسابيع التزام إدارة النادي المغربي بدفع مستحقاته المالية العالقة وفق بنود الاتفاق الذي فسخ إثره الطرفان التعاقد بالتراضي. وبرر سفيكو، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، رفع الملف إلى “الفيفا” برغبته في حماية حقوقه بعدما تراجعت إدارة نادي الرجاء عن الالتزام السابق بدفع التعويضات المتفق عليها بحلول يوم 10 أكتوبر الماضي. وأوضح المدرب البوسني أن قرار إدارة النادي أضر بسمعته، خاصة أنها أنهت عقده دون سبب، في حين لم توفر له وللاعبين ظروف العمل وتحقيق النتائج المرجوة، فقد توج بلقب أفضل مدرب في بلدان أخرى، مثل السعودية والكويت والبوسنة. وعن الظروف العامة التي تولى فيها تدريب الرجاء يقول سفيكو: “عندما وقعت مع النادي كان الفريق بدأ تحضيراته في تونس، إذ تأخرت رفقة طاقمي الفني لمدة أسبوع فيما كانت التدريبات انطلقت فعليا، ولم نحصل على اللاعبين الذين كنا نرغب في التعاقد معهم، لكون إدارة النادي كانت تفاوض لاعبين آخرين؛ ورغم ذلك تمكنا من خلق أجواء إيجابية باللاعبين المتواجدين”. واستطرد سفيكو: “أشعر بالأسى على جماهير النادي التي أعتبرها الأفضل في العالم، ولا تستحق أن يكون فريقها في هذه الوضعية. لم يكن تحت تصرفنا سوى خمسة لاعبين أساسيين، بالإضافة إلى الاحتياطيين من الموسم الماضي، في حين باع النادي خمسة من أفضل لاعبيه، وتعاقد مع لاعبين جديدين وكنا ننظر تسجيلهما فقط، ووعدتنا الإدارة بحل المشكلة قبل انطلاق منافسات دوري أبطال إفريقيا لكنها لم تفعل”. وعن مسار العلاقة مع النادي بعد فسخ العقد يقول المدرب البوسني: “ظل مسؤول من إدارة النادي يتصل بي خلال الأيام العشرة الأولى فقط، أي في الفترة التي كان يتعين إرسال تعويضاتي المادية، لكن بعد ذلك لم يعد يتصل بي أحد، باستثناء اللاعبين والمدرب المساعد جيناني”. ومن جهة أخرى وصف المدرب الدوري المغربي بكونه جيدا جدا من الناحية الفنية، لكون اللاعبين يتمتعون بجاهزية بدنية ممتازة، لكن المشكلة الوحيدة تتجلى في الجانب التكتيكي، لأن اللاعبين الموهوبين يقدمون القيم الفردية على القيم الجماعية، وفي الانتقال من وضعية إلى أخرى، كفقدان الكرة مثلا. وزاد المتحدث موضحا وجهة نظره بخصوص هذه النقطة: “كرة القدم هي في الأساس 20% موهبة و80% عمل، لذلك فالجزء التكتيكي من التدريب مطلوب، وهذا يعني ضرورة معرفة اللاعب المكان التي يتعين عليه التواجد فيه داخل الملعب في لحظة معينة واتخاذ الموقف الصحيح عندما تكون الكرة في حوزة زملائه وردة الفعل التي يجب أن يقدم عليها عند فقدان الكرة، والتحركات داخل الملعب، إضافة إلى تحسين التكتيك الفردي في الخطوط الثلاثة وتوظيفه لصالح المجموعة والفريق بأكمله”. ولا يتوقف الأمر على ذلك، بل إن اللاعب وفق المدرب البوسني مطالب بأن يدرك جيدا أين يجب أن يتمركز في الملعب في لحظة معينة، واتخاذ الموقف الصحيح عندما تكون الكرة بحوزته، وردة الفعل الصحيحة عندما يفقد الكرة، والتحركات في الملعب، وتحسين التكتيك الفردي، ثم وضع تلك التكتيكات في خدمة المجموعة (الدفاع، خط الوسط، الهجوم) ثم الفريق بأكمله. وأبدى سفيكو سعادته باستدعاء لاعب الرجاء بلعمري للانضمام للمنتخب الأول، معتبرا ذلك إشارة لباقي اللاعبين لبذل مزيد من الجهد والعمل على المستوى المحلي، لضمان مكان في المنتخب الذي يعتبر نقطة مضيئة بفضل اللاعبين الذين يلعبون في الأندية الكبيرة. وختم روسمير سفيكو تصريحه بالحديث عن الفوارق بين اللاعبين الأجانب ونظرائهم العرب، قائلا: “الفارق يكمن في العقلية لأن اللاعبين العرب والمغاربة يركزون أكثر على مواهبهم ولا يطورون أنفسهم، بينما اللاعبون الأوروبيون يركزون فقط على تطوير أنفسهم وإمكانياتهم الفنية والتكتيكية من جميع النواحي، كما يبدون استعدادا أكبر لتقبل النصائح والتعليمات من المدرب. اللاعبون المغاربة موهوبون بالفطرة ولا يمكنهم أن يتحسنوا إلا بالعمل على الجانب التكتيكي من خلال التدريبات”.
سفيكو: إدارة الرجاء تضر بسمعتي
Advertisement
تعليقات
0