شرعت الكونفدرالية المغربية للمقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة في توجيه مراسلات رسمية إلى عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، ووزرائه، ورئيسي غرفتي البرلمان، وخالد سفير، الرئيس المدير العام لصندوق الإيداع والتدبير (سيديجي)، ومسؤولين آخرين، من أجل التدخل والضغط على شكيب لعلج، رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، وصاحب شركة “البناؤون الشباب” Les Jeunes Maçons، من أجل الوفاء بالتزاماته وسداد ديون بذمة شركته لفائدة مقاولات صغرى ومتوسطة، زودتها بسلع وتجهيزات وأنجزت أشغال لفائدتها.
وأفاد عبد الله الفركي، رئيس الكونفدرالية المغربية للمقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة، بأن المراسلات الجديدة أعقبت اتصالات ودية أجرتها الكونفدرالية مع المدين المعني بالأمر، ووزيرة الاقتصاد والمالية ومسؤولين آخرين، إلا أنها لم تسفر عن أي نتيجة، موضحا أن الهدف من المراسلات وضع الحكومة وأطراف أخرى متدخلة في مشكل شركة “البناؤون الشباب” أمام مسؤوليتها، بعد تعذر الوصول إلى حلول عملية بين إدارة هذه الشركة والمقاولات الدائنة، من أجل تسوية المبالغ المستحقة لفائدتها، بعدما أصبحت تتخبط في مشاكل مالية صعبة ونزاعات مع البنوك ومتعاملين معها بالنتيجة.
وأضاف الفركي، في تصريح لالألباب 360، أن رئيس “الباطرونا” يناقض في تدبير استثماراته التوجهات التي يدافع عنها من منصبه في الاتحاد العام لمقاولات المغرب، خصوصا ما يتعلق باحترام آجال الأداء، والدفاع عن المقاولات الصغرى والمتوسطة والصغيرة جدا، والمحافظة على مناصب الشغل، وتسهيل الولوج إلى التمويلات البنكية، مؤكدا أن المعني بالأمر يتحمل مسؤوليته تجاه المقاولات المتضررة من تدهور الوضعية المالية لشركة “البناؤون الشباب”، رغم تحويل تسييرها إلى مسؤول جديد، منبها إلى أن هذه الشركة تمكنت من تحصيل محفظة مشاريع مهمة مع فاعلين كبار، على غرار صندوق الإيداع والتدبير والشركة العامة العقارية CGI.
وتشمل محفظة زبائن الشركة المملوكة لرئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، بالإضافة إلى المؤسستين المذكورتين، “سما للعقارات” ومجموعة “أوشتار”، و”إقامات رافينا”، وكذا مجموعة “IRG” ومجموعة “مفضل”؛ إلى جانب مجموعته “كاب هولدينغ”، متعددة الأنشطة والمجالات الاستثمارية، علما أن هذه الشركة تمكنت خلال فترة وجيزة من مراكمة دفتر طلبيات carnet de commande بقيمة 1.5 مليار درهم، بالاعتماد على علاقات ونفوذ أكبر مساهميها في قطاع المال والأعمال والبنوك.
وتبحث الكونفدرالية المغربية للمقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة عقد ندوة صحافية في غضون الأيام المقبلة، بحضور ممثلي المقاولات الدائنة لشركة “البناؤون الشباب”، لتوضيح تفاصيل المشاكل المالية مع الشركة المملوكة لرئيس “الباطرونا”، وذلك بعد تعثر المفاوضات مع إدارتها، التي أصدرت بيانا أخيرا، في أول رد فعل، أكدت فيه أن “الشركة مازالت تعمل وتكافح، كما هو حال العديد من المقاولات الصغيرة والمتوسطة، لاستعادة وتحقيق توازن مالي صحي ومستقر، خاصة في ما يتعلق بمستحقات الموردين، ومواصلة العمل في هذا القطاع الاقتصادي الهام وخلق فرص الشغل”، مشيرة إلى أن الشريك والمسير الجديد للشركة توفيق بنحبة في تواصل دائم مع الموردين لإيجاد حلول تمكن من تسوية الديون، وضمان استمرار خدماتهم في المشاريع الحالية والمستقبلية.
يشار إلى أن مقاولات صغرى ومتوسطة وصغيرة جدا دخلت في مشاكل مالية ومحاسبية مع شركة “البناؤون الشباب” منذ بداية السنة الماضية، إذ رفضت البنوك بشكل متكرر تسوية قيمة كمبيالات صادرة عن الشركة المذكورة، لتتلقى المقاولات المعنية اتصالات من مسؤوليها الماليين تعرض عليهم سدادا جزئيا لمبالغ الدين، على أساس المعالجة التدريجية للمتأخرات المالية، قبل أن يتراجعوا عن التزاماتهم بشكل نهائي، علما أن الشركة المذكورة جمدت نشاطها في جميع أوراشها، باستثناء مشروع وحيد، قرر صاحبه تسوية المعاملات المالية الخاصة بالموردين والمزودين بشكل مباشر.
تعليقات
0