
شهد مصنع “سيوز كابيند” بالمنطقة الصناعية برشيد، نهاية هذا الأسبوع، شللاً جزئياً في نشاطه الإنتاجي، بعد دخول عدد من العمال والعاملات في إضراب احتجاجي، على خلفية ما وصفوه بتدهور أوضاعهم المهنية والاجتماعية وتجاهل الإدارة لمطالبهم.
الإضراب، الذي قادته نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، جاء للمطالبة بزيادة الأجور، تحسين بيئة العمل، بالإضافة الى ترسيم المستخدمين المؤقتين، مع ضمان الحريات النقابية، في ظل ما اعتبره المحتجون “غيابًا تامًا للحوار الاجتماعي” مع الإدارة الجديدة.
وفي تصريح خصّت به كل من اداعة شدى اف ام وجريدة “الالباب 360″، أوضحت فاطمة الزهراء عاطف، الكاتبة العامة للمكتب النقابي داخل المصنع، أن الإدارة ألغت كل أشكال التواصل مع ممثلي العمال، مضيفة أن “الاتفاقات السابقة مع الإدارة السابقة تم التخلي عنها دون مبرر واضح”.

وأكدت عاطف أن احتجاجاتهم لا تستهدف المستثمر، بل الإدارة الجديدة التي لم تُبدِ أي رغبة في فتح قنوات الحوار، معتبرة أن مطالب العمال تندرج ضمن حقوقهم المشروعة التي لا تهدد الاستقرار داخل المؤسسة.
وفي المقابل اتصلت اداعة شدى اف ام و جريدة الألباب 360 بالسيد محمد نجام مدير الموارد البشرية للمجموعة الصناعية “سيوز كابيند” حيث خصنا صحبة مجموعة من المدراء في تخصصات مختلفة بتصريح مبرهن بمحاضر ووثائق رسمية كانت تبين لب المشكل، اذ عبّر السيد “محمد نجام”، عن تفاجئه بخطوة الإضراب التي أقدم عليه عمال وعاملات وحدة برشيد، مؤكداً أن ذلك جاء مباشرة بعد اجتماع رسمي عقد يوم 22 ماي 2025 صباحا بمديرية الشغل لبرشيد، سادته أجواء من الاحترام والمسؤولية، وتم خلاله الاتفاق على مجموعة من النقاط الأساسية.
وأوضح نجام أن الشركة لم تُغلق يوماً باب الحوار، وأنها منفتحة على مناقشة الملف المطلبي بكل جدية، مشيراً إلى أن هذا الملف وصل متأخراً مقارنة بباقي الفروع، ومع ذلك تم الانخراط في مناقشته قبل إعلان الإضراب.

خلال حديثه لإذاعة شدى اف ام و وجريدة الألباب 360، وفي معرض رده على ما صرحت به ممثلة المكتب النقابي بشأن وجود اتفاقات اجتماعية سابقة مبرمة مع الإدارة السابقة للمصنع، أوضح السيد محمد نجام، مدير الموارد البشرية بشركة “سيوز كابيند”، أن المكتب النقابي أشار بالفعل إلى وجود تلك الاتفاقات، غير أنه، ورغم مطالبة الإدارة بنسخ مكتوبة منها من أجل توثيقها والارتكاز عليها في أي نقاش مستقبلي، لم يتم إلى حدود الساعة التوصل بأي وثيقة رسمية تؤكد صحة تلك الادعاءات.
وبخصوص ما يتم الترويج له حول تسريح جماعي مفترض للمستخدمين من طرف الإدارة الجديدة خارج الأطر القانونية، شدد نجام على أن هذه المعطيات عارية من الصحة، موضحًا أن الأمر يتعلق بحالة واحدة فقط، تخص إطارًا سابقًا تم إنهاء مهامه وفقًا للإجراءات القانونية المنصوص عليها في مدونة الشغل المغربية، وبعد احترام كافة المساطر الإدارية ذات الصلة.

وأكد نجام أن إدارة “سيوز كابيند” حريصة على احترام القانون وعلى الحفاظ على علاقات مهنية قائمة على الحوار والانفتاح، داعيًا جميع الأطراف إلى تغليب المصلحة العامة وتفادي الخطابات التصعيدية غير المؤطرة بالحقائق.
كما عبّر عن استغرابه من التناقض الفعلي الذي حدث في ذاك اليوم أي 22 ماي، حيث توصلت الإدارة في مساء نفس يوم الاجتماع ببلاغ استنكاري يتحدث عن “خروقات”، بالإضافة إلى إشعار الادارة بالإضراب، دون مبررات واضحة، رغم التفاهم المبدئي الذي حدث في الصباح.
وأكد السيد نجام أن الشركة تحرص دائمًا على تلبية المطالب المشروعة للأجراء، مبرزًا الجانب الاجتماعي للمؤسسة، والذي يتجلى في تخصيص منحة العيد بمبلغ 2100 درهم لكل فرد ومبلغ إضافي اخر عبارة عن سلف بقيمة 2100 درهم للفرد، بالرغم من إلغاء شعيرة الأضحى لهذه السنة.
وختم نجام بالتأكيد على أن الشركة بصدد إصدار بيان توضيحي رسمي للرأي العام، لتسليط الضوء على جميع حيثيات الملف وتوضيح موقف الإدارة

يأتي هذا الإضراب في سياق اجتماعي متوتر يعرفه إقليم برشيد، خاصة بعد تصاعد التحركات العمالية في عدد من الوحدات الصناعية، والتي تعكس حالة من الاحتقان بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة واستمرار غلاء الأسعار، إلى جانب تزايد مطالب الشغيلة بإعادة النظر في شروط العمل وتحسين أوضاعهم الاجتماعية.
تعليقات
0