يبدو أن الحالة الوبائية لداء الحصبة (بوحمرون) القاتل للأطفال بدأت تعرف تطورات مثيرة في مدينة تطوان والمدن المجاورة لها، حيث سجلت، الثلاثاء، وفاة طفلة بسبب مضاعفات ناجمة عن إصابتها بالوباء الفيروسي.
ووفق معطيات حصلت عليها جريدة الألباب 360 الإلكترونية، فإن “بوحمرون” أخذ يثير الرعب في نفوس الساكنة، وخاصة الأمهات والآباء الذين لديهم أطفال لم يسبق لهم التلقيح ضد الداء القاتل.
وأكدت مصادر مسؤولة في القطاع الصحي بإقليم المضيق الفنيدق أن عدد الإصابات المسجلة بلغ 70 حالة، وأنها مستقرة وعادية، وشددت على أن حملة واسعة تشمل المؤسسات التعليمية في الإقليم من أجل التأكد من تلقيح التلاميذ ضد هذا الداء، وفي حالة العكس، يتم تلقيحهم.
وفي ظل الأنباء المتداولة بشأن حالة الوفاة الأولى من نوعها بإقليم تطوان بسبب “بوحمرون”، أقر بها كريم عيماري، مدير المستشفى الإقليمي سانية الرمل بالنيابة في تطوان، وهي لطفلة من الإقليم، مؤكدا أن الإصابات سجلت في صفوف كبار السن أيضاً.
وقال عيماري، في تصريح لجريدة الألباب 360 الإلكترونية، إن التحدي الذي يواجه المستشفى هو توافد الحالات بعد وصولها مرحلة متقدمة من الإصابة بالمرض الفيروسي، الذي يتطلب في المرحلة الأولى تلقي حقن تصل قيمتها إلى 900 درهم في اليوم الواحد، ويتطلب العلاج لمدة 10 أيام، وهو الرقم الذي لا يمكن أن تتحمله الأسر محدودة الدخل.
وسجل مدير مستشفى سانية الرمل بالنيابة رئيس قسم المستعجلات به أن بلوغ الحالات درجة متقدمة من المرض وتكاثر الفيروس المؤدي إلى ظهور بقع في كافة مناطق جسم المصاب به، يجعل التدخل الطبي ينكب فقط على معالجة المناطق المتضررة بشكل أكبر، معتبرا أن الوضع الوبائي “دقيق” ويتطلب تكثيف الجهود وتعزيزها.
وذكر المصدر ذاته أن السنة الحالية تشكل “استثنائيا لم أشهد مثله طيلة مساري المهني الذي يفوق 20 سنة”، معتبرا أنه ناتج عن التعثر الذي شهدته عملية تلقيح الأطفال ضد “بوحمرون” الذي يبقى “داء قاتلا وكان في السابق يمثل وباء يفتك بحياة الأطفال”.
ولفت المتحدث إلى أن المستشفى الإقليمي سانية الرمل بتطوان، أمام هذه الحالة الوبائية التي صدرت فيها تنبيهات على المستوى الوطني، يواجه “نقصا حادا في الأطر والأطباء المتخصصين في طب الأطفال، إذ هناك طبيبة متخصصة واحدة في المستشفى فقط تعاني بدورها من المرض”، مطالبا بالعمل على “تدارك الوضع بشكل سريع”، حسب تقديره.
يذكر أن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية كانت قد أطلقت حملة وطنية للمراجعة واستدراك تلقيح الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة ضد عدد من الأوبئة والأمراض المعدية، من ضمنها الحصبة، وذلك خلال الفترة من 28 أكتوبر إلى 17 نونبر الماضي.
تعليقات
0